بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية
روث ويجير
كانت روث ويجير من ربات الحسن و الجمال لا تقع على جمالها الخلاب عين رجل حتى يغدو اسير حبها و كانت روث ابنة خياط من " روسيلدووف " قدمت برلين في العام 1929 و هى في الثامنة عشرة من عمرها لتمتهن التمثيل على المسرح و الشاشة و أخذت تغشى المجتمعات النازية فاسترعت بجمالها انتباه غوبلز و اهتمامه فضمها الى الفرق الفنية المعدة للدعاية فأرسلت بمهمات عديدة الى سويسرا و ايطاليا فضمها الى الفرق الفنية المعدة للدعاية فأرسلت بمهمات عديدة الى سويسرا و ايطاليا في عام 1935 و الى هولندا عام 1936 و الى فرنسا فى 1937
وفي ذات مساء كان الأميرال كانارى يتحدث اليها بعد حفلة ساهرة أحياها غورينغ في بيته فشاقه ما لمس فيها من جمال و أناقة و لباقة و ثقافة فقرر تهذيبها و تدريبها و استخدامها في مصلحته و في تحقيق الدوائر السرية الألمانية عنها وجد أنها من اصل يهودي إلا أن هذا لم يقف في وجه الأميرال فألحقت بالقيادة العليا في الجيش الألماني و حيث أنها تتقن اللغة الفرنسية اختيرت لمصلحة " الفرنك ريخ " و سافرت الى فرنسا كلاجئة سياسية يهودية عام 1939 دون ان تحمل أية أوراق تدل على هويتها و نزلت بين جماعات اللاجئين اليهود فامن لها هؤلاء أسباب العيش لروث و لو كان البوليس الفرنسي أكثر يقظة في ذلك الزمان في مراقبة الأجانب لعلم ان روث ويجير التى تتقاضى 1400 فرنك في الشهر كانت تنفق أكثر من خمسة آلاف فرنك في كل شهر على المأكل و المشرب و ركوب السيارات و لعلم ان روث ترتاد باستمرار مطاعم " بولفار سان جرمان " التى يؤثرها الضباط الفرنسيين عن غيرها كما كانت تختلف الى بيت شهير قائم وراء قصر البور بون يغشاه الوزراء و النواب لتناول طعامهم و عند إعلان الحرب سلمت روث نفسها إلى السلطات الفرنسية بوصفها لاجئة أجنبية فاعتقلتها ثم لم يلبث و أتى الألمان و أخرجوها و لكن سرعان ما توارت عن الأنظار لتظهر بعد حين في الولايات المتحدة ثم تختفي مرة أخرى و في عام 1941 أنذرت واشنطون " الانتليجنس سرفيس " بخطر هذه المراة فاخذت تبحث عنها لمدة سنة كاملة وفى عام 1942 اكتشفت مصادفتا في موناكو و كانت لا تزال جاسوسة للأميرال كانارى تقبض ثمن كل راس تشي به الى قوات الاحتلال 15 ألف فرنك و كانت مهمتها الرئيسية حينذاك مراقبة القيادات الطليان العليا في فرنسا و ما يجرى من اتصالات بين الفرنسيين و كبار الضباط الإيطاليين وكانت تحاول أيضا الحصول على أكثر ما يمكن من اخبار الجواسيس الانكلوسكسونيين و الغوليين الذين يعملون في " الكوت دازور "
و كانت روث تخدم المصالح الألمانية بإخلاص و غيرة و حماسة فعرفت بعض معاونين مندوب " الانتليجنس سرفيس " في كان و نيس و دفعت بلباقة و مهارة الإيطاليين لمشاكسة الفرنسيين و كشفت عن منظمة سرية للمقاومة و هلكت بسبها ضحايا كثيرة و كانت كل أسبوع ترفع إلى الغستابو جدولا حافلا بأسماء ضحاياها لتزيد من أرباحها و تنفق من سعة على كل ما تشتهى
و حين تحققت الدوائر السرية الفرنسية من اعمالها بعثت بتقرير مسهب عنها الى لندن فكان الرد بضرورة سرعة التخلص منها و عهدت الدوائر السرية الفرنسية الى فتى جرئ من فتيانها و كانوا يطالبونه برأسها مرارا و تكرارا خشية ان يعجب بها و يسقط في بئر حبها و كانت هى في هذه الفترة تسكن فى كان واقعة فى حب ضابط ايطالى تلازمه كظله و ذات ليلة كمن لها الفتى الصياد في زقاق ضيق بين طريقي " انتيب " و " مونفلورى " و كاد الليل يتقدم حتى كانت روث تسير على هذا الطريق تغنى بصوت خافت أغنية الحب السعيد و إذا بطلقتين ناريتين تدويان في سكون الليل ثم يعود الصمت سيد المكان و قد شاهد الفتى الجرئ جسدا يهوى على الأرض فابلغ الفرار لا خوفا بل خجلا من قتل امرأة و في نفس المساء كان الراديو السري ينقل الي لندن خبر مصرع روث على يد الجرئ و ما كان لرؤسائه إلا تصديقه على الرغم من ان الشرطة لم تكتب عن مصرع روث و لم يبدو على الألمان غضب من مقتل جاسوستهم
و لم يتوقع احد ان الصياد الذى لم يخطئ طريدة أفلتت منه الطريدة هذه المرة اذ انها لم تحرك ساكنا حين سمعت الطلق الناري و وقعت تمثيلا على الارض حتى شعرت بانصراف مطلق الرصاص و ذهبت الى الفندق حيث تقيم و فكرت من عساه يكون انه بالتأكيد ليس لص و الا ما تورع عن سرقت ما كانت تحمل أم انه احد ابناء ايطاليا عرف بعملها للغستابو و اراد قتلها انتقاما لابناء بلده ام احد ضباط المخابرات الفرنسيين ام الغستابو الذى اخذ عليها انصرافها عن عملها باتباع ذاك الضابط الايطالى و عندما حار عقلها جمعت ما تقتنى من المجوهرات و الملابس الفاخرة و الاوراق النقدية و استقلت بمبلغ كبير سيارة نقلتها الى مرسيليا و منها الى طولون و منها الى أسبانيا و في عام 1946 كان الفتى الجرئ في " ريودو جانيرو " يرافق احدي البعثات التجارية فاذا هو وجها لوجه امام روث و لم يصدق نفسه اول الامر فعاد اليها و سألها : يبدو لى سيدتي اننى عرفتك في مدينة كان زمن الحرب ألست انت السيدة روث ويجير ؟
ــــ بلى لقد كان هذا منذ زمانا طويلا و كنت انذاك الانسة " روث ويجير " اما الان انا السيدة " روث د........ "
ــــ اهنئك سيدتى و اقدم لك كل احترام
و كانت جاسوسة الأميرال كانارى قد سافرت الى امريكا الجنوبية و صارت من كبار الشخصيات التجارية في البرازيل
و الى اللقاء مع الحلقتان الثالثة و الرابعة نهاية الأسبوع
موضوع: الجاسوسات الفاتنات .........2 
الله يا كيمو جميل جدا 
